الأمنالإرهابالاستخباراتالحركات المسلحةتقدير المواقفصنع السلام

طوفان الاقصى وفشل مساعي: التطبيع الصهيوني – الخليجي

تمهيد:-

نهض الصهاينة يوم السبت الموافق 7تشرين الاول/أكتوبر2023 على هجوم كاسح من قبل أبطال المقاومة الفلسطينية((حركة حماس))حيث أنهالت الرشقات الصاروخية وتبعها عمليات أنزال في الاراضي الفلسطينية المحتلة أرعبت العدو الصهيوني  ومؤسساته العسكرية والامنية والاستخبارية وحطمت المعنويات وسط ذهول للصهاينة بعد أن باغتهم مقاتلي حماس وهربوا مذعورين من هذه العملية النوعية من حيث التوقيت ، والامكانيات ، والمهارات والقتال الصلب لرجال المقاومة بعد سنوات من الاستهداف الممنهج للشعب العربي الفلسطيني وتهجيره الى المنافي ، وتوسيع  عمليات الاستيطان للاستيلاء على الاراضي الفلسطينية والملاحقات لقيادات المقاومة الفلسطينية لتصفيتهم وأعتقال عناصر الحركات والفصائل الفلسطينية طوال السنوات الماضية ألا أنهم فشلوا في كسر شوكة المقاومة بعد الاعتقالات الممنهجة والاعتداءات على المخيمات الفلسطينية وتهويد القدس ومحاولة محو الهوية العربية للاراضي الفلسطينية المحتلة عبر تغيير اسماء البلدات  الى اسماء صهيونية واجبار المواطن الفلسطيني على التعامل بالعملة الصهيونية ((الشيكل))والتكلم باللغة العبرية.

  •    1      –   

                       عملية طوفان الاقصى :-دراسة تحليلية

مَعْرَكَةُ ((طُوفَانِ الْأَقْصَى، وفي الكيان الصهيوني عملية السُّيُوف الحَديديَّة، كما تُشير إليها بعض المصادر بالانتِفَاضَة الثَّالِثَة))، هي عمليةٌ عسكرية مُمتدة شنَّتها فصائلُ المُقَاوَمة الفِلَسْطِيْنِيَّة في قِطَاعِ غَزَّة وعَلى رأسِها حَرَكةُ حَمَاس عَبر ذراعها العسكري ((كتائب الشهيد عز الدّين القسام)) في أوَّلِ سَاعَاتِ صَبَاحِ يَوْمِ السَّبت 22 ربيع الأوَّل 1445 هـ (7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 م)، إذ أعلَنَ القَائِد العام للكتائب(( مُحمَّد الضيف))، بدء العملية ردًّا على ((الانتهاكات الإسرائيلية في باحات المَسْجِدِ الأقصى المُبَارك واعتداء المُستوطنين الإسرائيليين على المُواطنين الفلسطينيين في القُدس والضّفّة والدّاخل المُحتَل)).وبدأت عمليَّة ((طُوفَان الأقصى)) عبر هُجومٍ صَاروخي وَاسعِ النطاق شنّته فصائل المقاومة، إذ وجَّهت آلاف الصواريخ صوبَ مختلف المستوطنات الإسرائيليّة من(( ديمونا في الجنوب إلى هود هشارون في الشمال والقدس في الشرق))،وتزامنَ مع إطلاق هذه الصواريخ اقتحام برّي من المُقاومين عبر السّيارات رُباعيّة الدّفع ،والدّراجات النّارية ،والطّائرات الشّراعيّة وغيرها للبلدات المتاخمة للقطاع، والتي تُعرف باسم ((غلاف غزة))،حيث سيطروا على عددٍ من المواقع العسكريّة خاصة في ((سديروت))، ووصلوا ((أوفاكيم))، واقتحموا ((نتيفوت))، وخاضوا اشتباكاتٍ عنيفة في المستوطنات الثلاثة وفي مستوطنات أخرى ،كما أسروا عددًا من الجنود واقتادوهم لغَزَّة فضلًا عن اغتنامِ مجموعةٍ من الآليّات العسكريّة الإسرائيليَّة.في 9 أكتوبر2023، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي استعادته السيطرة على جميع البلدات الّتي استولت عليها فصائل المُقاومة الفلسطينيَّة في غِلاف قطاع غزّة مع استمرار بعض المناوشات المُتفرقة، وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي ((يوآف غالانت)) بدء الحصار الشامل على غزة، بما في ذلك حظر دخول الغذاء والوقود. سُمعت صفارات الإنذار وهي تدوي في عشرات المستوطنات الإسرائيليَّة وذلك بُعيد السادسة والنصف صباحًا (بالتوقيت المحلِّي)، ونَشرت وسائل إعلام فلسطينيّة صور ومقاطع فيديو وثَّقت لحظة إطلاق فصائل المقاومة في قطاع غزّة عشرات الصواريخ نحو ((إسرائيل)). سُرعان ما بدأ إسرائيليون في توثيق صواريخ المقاومة التي سقطَ بعضها في ((عسقلان))، حيث أظهر مقطع فيديو من الأخيرة ألسنة لهبٍ ضخمة وهي تلتهمُ عددًا السيارات جرّاء سقوط الصواريخ.سرت أخبارٌ جديدةٌ بُعيد السابعة صباحًا بقليل تُفيد بتمكّن مقاومين فلسطينيين من اجتيازِ الحدود حول غلاف غزة، واصلين لمدينة ((سديروت)) التي سُمع فيها أصواتُ اشتباكاتٍ بالرصاص ،وتبادل إطلاق النار. تطوّر الأمر أكثر فأكثر حينما تمكّنت جيبات المقاومة الفلسطينية من اقتحامِ إحدى المستوطنات الإسرائيلية القريبة من القطاع، حيث وثَّق مقطع فيديو جرى تداوله بكثافةٍ على مواقع التواصل سيارة بيضاء من الحجمِ الصغير وهي تجوبُ شوارع ((سديروت)) وبها عددٌ من المقاومين الفلسطينيين المسلّحين والملثمين ممن نجحوا في اقتحامِ بلدات غلاف القطاع، في حين وثَّق مقطع فيديو ثاني مُقاومًا فلسطينيًا وهو يقوم بعمليّة إنزال مظلي داخل بلدة ما من البلدات المتاخمة للقطاع. لقى القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام ((محمد الضيف)) بيانًا في تمام الثامنة صباحًا، وفيه أعلن وبصريحِ العبارة بدء عمليّة عسكرية سمَّاها ((طوفان الأقصى)) مؤكّدًا أنّ الضربة الأولى استهدفت مواقع العدو ومطاراته ومواقعه العسكرية وقد تجاوزت الـ5000 صاروخًا، وشرحَ الضيف في بيانه سبب بدء العمليّة حيث استرسل في الحديث عن ((تدنيس الإسرائيليين للمسجد الأقصى وتجرؤهم على مسرى الرسول)) مضيفًا ((أنّ هذه العملية جاءت لوضعِ حدٍ للانتهاكات الإسرائيلية))، ومشددًا على أنّه ((بدءًا من اليوم السابع من أكتوبر ينتهي التنسيق الأمني مع الاحتلال، وأنّ الشعب الفلسطيني سيستعيد بدءًا من اليوم أيضًا ثورته ويعود لمشروع إقامة الدولة)). وطالبَ الضيف ب((اتحاد كل القوى العربية والإسلامية لكنس الاحتلال))، كما ((طالبَ كلّ من يملك بندقيّة بإخراجها فقد آن أوانها)) كما جاء في بيانه، وختمَ القائد العام لكتائب القسام ب((مطالبة الجميع مُتابعةَ التوجيهات والتعليمات عبر البيانات العسكرية المتتابِعَة.وبدأت معركة ((رعيم))((أو زعيم تعني الحكيم)) بُعيد العاشرة صباحًا أي بعد ساعاتٍ من انطلاق معركة ((طوفان الأقصى))، وكان هدفُ كتائب القسام خلال هذه المعركة هو السيطرة الكلية على القاعدة وهذا ما حصل، ففي هجوم خاطف ومباغت استطاعَ المقاومون الفلسطينيون اقتحامَ القاعدة ثمَ خاضوا اشتباكاتٍ مع من كان فيها من المجنّدين الإسرائيليين. استطاعت الكتائب بسط سيطرتها التامّة على القاعدة العسكريّة، وسقطَ خلال الاشتباكات عددٌ غير معروفٍ من الجنود الإسرائيليين ما بين قتيل وأسير. مِن بينِ مَن قُتل خلال هذه المعركة كان العقيد الإسرائيلي ((روي ليفي)) الذي تولى عددًا من المناصب في الجيش الإسرائيلي وكان مسؤولًا عن قيادة وحدة رفائيم، فضلًا عن ((سحر مخلوف)) الذي يحملُ رتبة مقدم وكان قائدًا لكتيبة الاتصالات الإسرائيلية 481. انتشرت كذلك أخبارٌ غير مؤكّدة تُفيد بأسرِ الجنرال ((نمرود ألوني)) الذي يقودُ فيلق ((العمق)) وكان في وقتٍ ما قائدًا لفرقة غزة، لكنّ مصادر عبرية نفت هذه الأخبار. انسحبت كتائب القسام من القاعدة بعد ساعاتٍ من السيطرة عليها، وعادت نحو القطاع مع عددٍ من الأسرى والغنائم، قبل أن يتمكّن الجيش الإسرائيلي من استعادةِ السيطرة على القاعدة بعدما خاض حرب شوارع مع من تبقّى من مقاتلي حماس في المنطقة. بُعيد بيان الضيف والذي أعلن فيه وبشكلٍ رسمي بدء عملية طوفان الأقصى، نشرَ فلسطينيون من داخل قطاع غزّة مقاطع فيديو تُصوّر لحظة عودة جيب عسكري يتبعُ لكتائب القسّام وفيه جثة جندي إسرائيلي قُتل خلال الاشتباكات وجرى سحبه للقطاع، كما وثَّقت وسائل الإعلام المحليّة دبابة إسرائيلية كانت تحرسُ موقع ((كيسوفيم)) العسكري والنيران تلتهمها شرقي خان يونس. استمرَّت صواريخ المقاومة في إمطار المستوطنات الإسرائيلية، ومعها استمرَّت الصور والفيديوهات التي توثق ما يجري.ونجحَ عناصرُ المقاومة الفلسطينية ممن دخلوا سديروت في اقتحامِ مقر الشرطة داخل المدينة، وسربت أخبارٌ غير مؤكّدة عن إجهازهم على كامل العناصر بالموقع، فيما انتشرت صورةٌ تُظهر جنودًا في جيش الاحتلال الإسرائيلي شبه عراة وهم مستلقون على الأرض بينما يقفُ مسلّح فلسطيني فوقهم رؤوسهم وآخر ببدلة عسكريّة على جانبهم فيما بدى أنها عمليّة أسر. على الجانبِ الآخر وفي القطاع كانت الصور والفيديوهات تتوالى، حيث وثّق الإعلام المحلي جيبًا إسرائيليًا استولى عليه المقاومون خلال اقتحامهم للبلدات والمدن المتاخمة للقطاع وعادوا به لموقعهم. ظهرَ ((صالح العاروري)) نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس على فضائية ((الأقصى)) ووجَّه رسالةً لأبناء فلسطين في الضفة الغربية والداخل المحتل كما افتتحَ قوله، حيث أكّد بادئ ذي بدء ((أنّ معركة طوفان الأقصى هي ردٌّ على جرائم الاحتلال))، مُضيفًا(( أنّ المجاهدين في القطاع بدأوا عملية واسعة بهدفِ الدفاع عن المسجد الأقصى وتحرير الأسرى)). خصَّ العاروري في رسالته المقاومين بالضفة، مشددًا على أنّ الأخيرة هي كلمة الفصل في هذه المعركة، وتستطيعُ أن تفتح اشتباكًا مع كل مستوطنات الضفة، كما طالبَ العاروري من الأمّتين العربية و‌الإسلامية المشاركة في المعركة. وخرجَ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ((إسماعيل هنية)) هو الآخر في بيانٍ صحفي أعلنَ فيه ((أنّ طوفان الأقصى بدأ من غزة وسيمتد للضفة والخارج وكل مكانٍ يتواجد فيه شعبنا وأمتنا))، مؤكّدًا أن ((المقاومة الفلسطينية تخوضُ في هذه اللحظات التاريخية ملحمة بطولية عنوانها الأقصى ومقدساتنا وأسرانا))، كما أهابَ بالأمّة العربية ومن وصفهم بأحرار العالَم بالوقوف والمشاركة في المعركة. وأعلنت كتائب ((أبو علي مصطفى)) الذراع العسكري ((للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) ) أنّ قواتها في حالة استنفار قصوى وتعمل ميدانيًا على الأرض في عدة محاور إلى جانبِ رفاق الدم والسلاح متوعّدةً تل أبيب بأنّ القادم أعظم. ونشرت الحسابات الرسمية لكتائب القسام صورًا أولية لقوات النخبة القسامية داخل المستوطنات الإسرائيليّة ضمن معركة طوفان الأقصى، وأظهرت الوسائط مجموعة من جنود القسّام داخل عددٍ من المواقع العسكرية الإسرائيلية، فيما وثَّقت مقاطع فيديو أخرى حصار المقاومين لجنود جيش الاحتلال داخل قاعدة عسكرية لم يُعلن عن اسمها تقعُ على مشارف القطاع. وأظهر مقطع فيديو لاحق نشره الإعلام العسكري التابع للقسام لحظات الاقتحام الأولى والاستيلاء على ((معبر كرم أبو سالم شرق رفح))، وما تبعه من عمليات اشتباكاتٍ وما تخلّللها من قتلٍ للجنود الإسرائيليين في الموقع وفي مواقع أخرى مع أَسرِ آخرين، ثمّ نشر الإعلام الحربي مقطع فيديو ثاني لسربِ ((صقر)) وهي إحدى الوحدات العسكرية التي شاركت في عملية طوفان الأقصى، بل هي الوحدة المسؤولة عن الإنزالات الجويّة عبر الطائرات الشراعيّة التي قام بها المقاومون داخل المواقع والمعابر العسكريّة الإسرائيليّة. ونشرت حركة المقاومة الفلسطينية حماس الفاعل الرئيسي في هذه العمليّة بيانًا جديدًا قالت فيه(( إنّ ذراعها العسكري تقوم بعملية دفاعٍ عن الشعب والأرض والمقدسات))، كما حمَّلت الاحتلال كامل المسؤولية عن ((تبعات جرائمه بحق المسجد الأقصى وفي القدس وضد أهلنا في الضفة وعموم فلسطين المحتلة))، مؤكّدة ((أن أولوية هذه العملية هي حماية القُدس والأقصى ووقفَ مخططات الاحتلال الرامية إلى تهويدهما وبناء هيكلهم المزعوم على أنقاض قبلة المسلمين الأولى، فضلًا عن تحرير الأسرى من السجون)) والذي اعتبرته أحد أهم العناوين الوطنية والسياسية والإنسانية. أكّد أبو حمزة الناطق باسمِ السرايا أنّ الأخيرة ((تمتلكُ العديد من الجنود الصهاينة الذين هم أسرى بين أيدينا)).ونشرت كتائب القسام صورًا لعددٍ من الجنود الإسرائيليين الأسرى خلال معركة طوفان الأقصى، موثقة ذلك عبر مجموعة فيديوهات فمنهم من أُسر وحُمل على دراجة ناريّة ومنهم من جيء به في سيارات أو حتى دبابة كما ظهر في مقطع فيديو نشره الإعلام الحربي التابع للكتائب. ونشر نفس الإعلام مجموعة من المقاطع الذي أظهرت قدرات كتائب القسام والتي استعملت في معركتها هذه طائرات مسيّرة، حيث أظهر مقطع فيديو استهدافًا مباشرًا لثلاث جنودٍ إسرائيليين بقذيفة أُلقيت من طائرة مسيّرة على ما يبدو، ما تسبَّب في إصابة جندي واحد على الأقل إصابة مباشرة وجرى سحبه من زميله الجندي الثاني لمكان أمن. استمرَّ القسام في توثيق العمليات التي نفذها ضدّ(( إسرائيل))، حيث وثق استهدافًا مباشرًا لدبابة إسرائيلية بقذيفةٍ أُلقيت من طائرة عمودية ما تسبَّب في احتراقِ جزء كبير منها، فضلًا عن استهداف رشاش إسرائيلي من طراز ((يَرى ويُطلق)) شرق قطاع غزة بنفس الطريقة. رغم مرور عدّة ساعات على بداية العملية، فقد توغّّل مقاومون فلسطينيون داخل المستوطنات الإسرائيلية وخاضوا اشتباكاتٍ وُصفت بعضها بالعنيفة وخاصّة في مدينة سديروت معَ قوات خاصّة إسرائيلية استُدعيت على وجه السرعة لعينِ المكان. وتحدثت وسائل الإعلام العبريّة وبعضها مقربٌ من الجيش عن تسلّل ما قالت إنها خلية مسلحة لداخلِ سديروت وذلك بعد نحو تسع ساعاتٍ من بداية عمليّة طوفان الأقصى. ردًا على الغارات الإسرائيلية الكثيفة على مناطق متفرقة من القطاع، عاودت كتائب القسام إطلاق رشقات صاروخية على عددٍ من المدن الإسرائيلية وخاصة مدينة ((عسقلان)) التي تعرَّض فيها 60 موقعًا للقصف. أسفرت صواريخ المقاومة الفلسطينية عن مقتلِ مستوطنَيْن اثنين من قاطني المدينة كما اشتعلت النيران في عدّة أماكن عدى عن الأضرار الماديّة التي طالت بعض المرافق والشوارع.ولم يقتصر توغّل المقاومين الفلسطينيين داخل سديروت فحسب، بل تعمقوا داخل بلدات أخرى وتحصنوا في بعض المنازل حيث خاضوا اشتباكات ضارية مع جنود الجيش الإسرائيلي وقوات النخبة في موقع إيرز العسكري الذي سيطرت عليه الفصائل الفلسطينيّة في الساعات الأولى من العمليّة، كما صوَّرت وسائل إعلام عبرية اشتباكات أخرى داخل ((أوفاكيم)) مع أنباء عن وقوعِ جرحى وقتلى في الطرفين. وتحدثت القناة 13 الإسرائيلية عن وجودِ 50 رهينة في مستوطنة ((بئيري)) في يدِ من تصفهم ب((المسلّحين الفلسطينيين)) مؤكّدة من مصادر شبه رسمية أنّ الجيش يخوضُ قتالًا في بلدة ((كفار عزة)). وأعترفَ الجيش الإسرائيلي أنّ حماس بدأت عملية مزدوجة شملت إطلاق قذائف صاروخية ،وتسلل مسلحين إلى الأراضي الإسرائيلية، معلنًا رفعَ حالة التأهب لحالة الحرب بعد تسلل فلسطينيين إلى قلبِ ((إسرائيل))، ومتوعدًا بأنّ حركة حماس ستدفعُ ثمنًا باهظًا. وأعلنَ الجيش الاسرائيلي أعلى درجات الطوارئ العسكرية والأمنية، وفَرَضَ حالة طوارئ تشملُ حدود شمال وشرق قطاع غزة حتى تخوم تل أبيب وديمونا، كما أَغلقَ عديد الطرق والمواقع وتحول إلى طرق بديلة في المناطق القريبة من السياج الحدودي مع قطاع غزة، قبل أن يُؤكّد وزير الدفاع الإسرائيلي مساحة حالة الطوارئ والتي وصلت نطاق 80 كيلومترًا من القطاع.ومنعت السلطات الاسرائيلية التجمّعات في المستوطنات الجنوبية والوسطى بما في ذلك تل أبيب والقدس. وخرجَ رئيس الوزراء الإسرائيلي ((بنيامين نتنياهو)) في مقطع فيديو مصوَّر أعلنَ فيه وبصريح العبارة قائلًا((نحنُ في حالة حرب))، طالبًا مِن مَن سمَّاهم مواطني ((إسرائيل)) الانصياع لأوامر الجيش وقوات الأمن. واستُدعي الآلاف من جنود الاحتياط من قطاعات الجيش كافة وأُرسلوا ضمنَ تعزيزاتٍ على الحدود مع القطاع وآخرون في الحدود الشمالية مع لبنان. وأظهرت صور ومقاطع فيديو هروب مئات المستوطنين من مستوطنات غزة إلى الشمال، كما وثَّق فلسطينيون في القُدس هروب عشرات المستوطنين من حائط البراق بعد تفعيل صفارات الإنذار عقبَ وصول صواريخ المقاومة لسمائها. وقصف الجيش الإسرائيلي سويعات بعد الاقتحام الفلسطيني للمستوطنات القطاع، حيث أغارت طائراته الحربية على مناطق متاخمة للسياج الأمني شرقي غزة، ثمّ عاود القصف بُعيد الثانية عشر مساءً بالتوقيت المحلي لكنّه استهدفَ هذه المرة سيارة إسعافٍ مدنيّة على باب مستشفى ناصر. أغارت مقاتلات إسرائيلية بُعيد الرابعة والنصف مساءً على مبنى ((جمعية خيرية)) وسط مدينة غزة ولم يُعرف من الجانب الفلسطيني ما إذا كانت هذه الغارة قد تسبّبت في حدوث ضحايا، لكنّ الجيش الإسرائيلي نشر بيانًا رسميًا قال فيه إنّ ((مقاتلاتنا نفذت غارات أدت إلى مقتل العشرات من حماس))، ثم عاود الطيران الإسرائيلي الهجمات الجوية عبر غارة جديدة نفذها في الساعة 06:13 بالتوقيت المحلّي على برجٍ سكني يقعُ وسط مدينة غزة فدمّرته بالكامل، وعلى الرغمِ من عدم وقوع خسائر في الأرواح إلّا عشرات العائلات الفلسطينية كانت تعيشُ في منازل تُشكّل هذا البُرج السكني وصارت بعد تدميره في العراء. سُرعان ما جاء الرد الفلسطيني على لسان الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة الذي نشر بيانًا قصيرًا قال فيه((أما وقد قام الاحتلال بقصف برج فلسطين وسط مدينة غزة فعلى تل أبيب أن تقفَ على رجلٍ واحدة وتنتظر ردنا المزلزل))ونقلت وسائل الإعلام العربية والدولية الرشقة الصاروخية بالصوت والصورة وأكّدت كتائب القسّام الأخبار حين أعلنت عن توجيه ضربة صاروخية كبيرة بـ 150 صاروخا نحو تل أبيب ردًا على قصف البرج السكني. ونجحت بعضٌ من صواريخ المقاومة في تفادي ((القبة الحديدية)) ووصلت قلب تل أبيب حيث سقطَ بعضها في ((جفعاتايم)) شمالًا و((بات يام و‌ريشون لتسيون)) جنوبًا حيث أصابَ أحد الصواريخ مبنى بشكلٍ مباشر. وتسبَّبت الرشقة الصاروخيّة كذلك في وقف جلسة الحكومة الإسرائيلية وذلك بعدما هرعَ الوزراء المشاركين في الجلسة للملاجئ عقبَ سماع صافرات الإنذار، فيما وثَّقت فيديوهات أخرى احتماء مسافرين في مطار بن غوريون الدولي.

وفي الوقت الذي تحدثت فيه صحيفة ((هآرتس)) الاسرائيلية عن مسلحين فلسطينيين لا زالوا يُسيطرون على منطقة واسعة على طول الحدود مع غزة تشملُ مستوطنات ومواقع عسكرية رغم مرور أكثر من عشر ساعات على بدءِ طوفان غزة، وبعدما أكّدت كتائب القسام أنّ في قبضتها عشرات الأسرى من الضباط والجنود الذي نُقلوا لأنفاق آمنة، حاولَ المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية شنّ ما بدى أنها ((حربٌ نفسية)) على الفلسطينيين حينما أعلنَ أنّ ((إسرائيل)) ستُنفذ حملة على حركة حماس داخل غزة ملمحًا لتدخل برّي دون تقديمِ مزيدٍ من التفاصيل.  وسربت أخبارٌ غير مؤكّدة عن قصفِ مقاتلات إسرائيلية لمنزل القيادي الحمساوي في غزة ((يحيى السنوار)).و أغارت مقاتلات إسرائيليّة بُعيد الثامنة والنصف على مجموعةٍ من المواقع في ((بيت لاهيا)) شمالي القطاع، ثم كررت نفس الشيء لكن هذه المرة في ((مخيم الشابورة)) برفح جنوبي قطاع غزة وقصفت منزلًا هناك، ما تسبب بحسبِ وزارة الصحة الفلسطينية في وقوع عددٍ من القتلى والجرحى.في غمرة القصف المتبادل بين فصائل المقاومة وسلاح الجو الإسرائيلي، وخرجَ نتنياهو في بيانٍ مصوّرٍ جديدٍ وفيه أعاد تأكيد ما قاله وزرائه من قبل بأنّ ((هذا اليوم قاسٍ لنا جميعًا وحماس تُريد قتلنا))، واصفًا ما جرى ب((أنّه غير مسبوق وأنّ الجيش الإسرائيلي سينتقم ويضرب حماس بلا هوادة)) مضيفًا ((أنّ هذه الحرب ستستغرقُ وقتًا وستشهدُ أيامًا جسيمة)). ومباشرةً بعد كلام نتنياهو صوَّرت وسائل إعلام عبرية حشود عسكرية كبيرة تتجهُ نحو مستوطنات غلاف غزة. واعترفَ الجيش الإسرائيلي أخيرًا بمقتل ((يوناتان شتاينبرغ)) قائد لواء ((ناحال)) خلال مواجهةٍ مع ما قال إنها معَ أحد المسلحين قُرب معبر ((كرم أبو سالم)) وذلك بعد نحو أزيد من 18 ساعة من بداية العمليّة الفلسطينية. و نشرت كتائب القسام في ساعات متأخّرة مقطع فيديو يُظهر استهدافها لآلية إسرائيلية بصاروخ ((كورنيت)) ردًا على الغارات الإسرائيلية، والتي لم تتوقف حيث عاود الطيران الحربي قُبيل انتصاف الليل بدقائق استهداف مواقع لما قال إنها للفصائل المسلّحة غرب غزة فضلًا عن استهدافهِ لسوقٍ مركزي في ((بيت حانون)) شمالي القطاع. سُرعان ما ردَّت الفصائل عبر إطلاق دفعة جديدة من الصواريخ من غزة باتجاه المستوطنات والبلدات الإسرائيلية، ثمّ عاودت الطائرات الإسرائيلية الهجوم الجوّي على القطاع عبر استهداف ((مقر الشؤون المدنية)) التابع ل((وزارة الداخلية الفلسطينية))في بيت حانون ما تسبَّب في دماره بالكامل.

  •   2      –

                               مميزات عملية طوفان الاقصى

((طوفان الأقصى)) اسم العملية التي قامت بها الفصائل الفلسطينية، صباح يوم السبت الموافق7/10/2023، وتردد كثيرا على الأسماع خلال الساعات الماضية، ليتساءل البعض عن سبب التسمية، فقد استيقظ الإسرائيليون أمس على أصوات صافرات الإنذار ووابل من الصواريخ أطلقتها الفصائل الفلسطينية أصابتهم بالفزع والخوف، قبل أن ينفذوا عملية فرار جماعي ويختبئون بالمخابئ وصناديق القمامة. ونفذت الفصائل الفسطينية هجوما بريا وبحريا وجويا، وتوجه عدد منهم إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد اجتياح السياج الحديدي، وأعلنوا سيطرتهم على 4 مستوطنات إسرائيلية، وأسروا عددا من الجنود والمركبات العسكرية قبل العودة بهم إلى قطاع غزة. إن اسم ((طوفان الأقصى)) تم إطلاقه على عملية عسكرية برية وبحرية وجوية تستهدف بالأساس نصرة المسجد الأقصى، مشيرا إلى أنها تعد تكملة لعملية ((سيف القدس)) التي تمت عام 2021، وأطلقت عليها ((إسرائيل)) عملية ((حارس الأسوار))، التي بدأت نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على القدس والأقصى. وتوقفت حرب 2021 يوم 21 مايو في نفس العام؛ بسبب الهدنة التي تمت بوساطة مصرية، وكانت حرب اندلعت مع تحذير أطلقته الفصائل الفلسطينية بإعطاء الجيش الإسرائيلي مهلة ساعة للخروج من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وإلا ستندلع الحرب. ومع انتهاء المهلة في تمام الساعة 6 مساء، بدأت الفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ على شكل رشقات صاروخية مكثفة على ((إسرائيل))، وبعدها بدأت القوات الجوية الإسرائيلية بقصف قطاع غزة وهو ما تسبب ببدء الحرب، وقتل خلال هذه الحرب أكثر من 200 فلسطيني وأكثر من 13 إسرائيليا. قضية الأسرى الفلسطنين داخل السجون الإسرائيلية مع وجود عدد كبير من الأطفال بينهم، ضمن أبرز أسباب اندلاع العملية العسكرية ((طوفان الأقصى))، وفقا لـ((صلاح حموري)) الباحث الميداني في ((مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان) )، واصفًا العملية بـ((غير المسبوقة)).العملية العسكرية المفاجئة، نتج عنها إصابة الإسرائيليين بالصدمة لأول مرة بعد حرب أكتوبر 1973، وإعلان رئيس الوزراء نتياهو الحرب لأول مرة بعد مرور نصف قرن، وقال الباحث في شئون القدس، ((إنّ الصدمة التي أصابت إسرائيل تزامنت مع تعرض الجيش لوابل من الانتقادات بسبب تأخر الرد الرسمي رغم وجود العديد من الاستغاثات من المواطنين الإسرائيليين بالمستوطنات التي تمت السيطرة عليها من قبل الفصائل الفلسطينية)).ومن أبرز مميزات معركة طوفان الاقصى مايأتي:-

  1. تشجيع الشباب على الابتكار:-

لم يبدأ تشجيع الشباب، مع دعم تجارب الشهيد ((يحيى عياش))، ولم يتوقف بعده، فبعد استشهاد عياش، استمر شباب غزة بتطوير الصواريخ، والبحث والتعلم لصناعة أسلحة لا يمكنهم العالم من الوصول إليها، وفي كل مرة كنا نشهد سلاحا جديدا، وتطورا ملحوظا في كفاءة الأسلحة التي طوروها، وأصبحت صواريخهم ترهب العدو، بل تصيبه في مقتل.ثم جاء التطور المهم الأخير، بقدرتهم على تطوير ((مسيرات))، لتثير الرعب في قلب الاحتلال الإسرائيلي الذي أصبح يتوجس من مغامرة اقتحام غزة.

  • الخيال الجغرافي:-

أطلقت قيادات المقاومة عنان خيالها الجغرافي، فلم تعد تتعامل مع غزة وحدها، ولكنها تمكنت من تطوير علاقاتها بكل مدن وقرى الضفة الغربية والفلسطينيين في الداخل المحتل. فأصبحت المقاومة تنظر إلى فلسطين كوحدة متكاملة اجتماعيًا ،وإنسانيًا ،وحضاريًا بالرغم من أن الاحتلال أقام الحواجز التي تمنع هذا التكامل. لذلك أصبح الاحتلال الإسرائيلي يخشى من تكامل الجبهات وأن يتم تشتيت قوة جيشه في جبهات متعددة.وقد شكلت المقاومة في بعض مناطق الضفةالغربية مثل ((جنين)) إسنادًا واضحًا للمقاومة، وقدم مخيم جنين نموذجًا مهمًا للمقاومة والإصرار، وأثبت قدرته على منع الاحتلال من اقتحام المخيم، ومن المؤكد أن الضفة الغربية أصبحت فاعلة في الصراع.

  • الخيال السياسي:- 

اختيار توقيت العملية يكشف أيضا أن قيادات المقاومة أصبحت تجيد الحسابات السياسية، فـ((طوفان الأقصى)) قدمتها للشعوب العربية كمدافعة عن المسجد الأقصى الذي يحتل مكانة مهمة في نفوس المسلمين جميعًا، ويتعرض في السنوات الأخيرة لإيقاع متسارع من التهويد.وبتشكيلها لرأي عام إسلامي مؤيد لها، تكون قد حازت أهم وأخطر وسائل إدارة الصراع، وتدرك الحكومة الصهيونية ذلك جيدًا.

  • اختيار التوقيت:-

التوقيت مثالي أيضا من ناحية أخرى، فالمسلمون في كل أنحاء العالم، يشعرون مؤخرا بمزيد من الظلم ، والقهر، والإهانة، وهم يتابعون عمليات حرق القرآن، وإهانة الرسول صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى الاعتداءات على المسجد الأقصى.كان الناس بحاجة ماسة إلى انتصار، وقد قدمته لهم المقاومة، وهذا جدير أن يزيد من دعمها وشعبيتها، ويلهم كثيرا من الشباب فضيلة الصبر وبذل الجهد لتغيير الواقع السيء.

  • فن إرسال الرسائل:-

نجح خطاب محمد الضيف ((أبو خالد)) القَائِد العام لكتائب عز الدين القسام في استخدام العملية لإبراز قضية تتعاطف معها الشعوب، فهدف العملية الذي أعلنه هو ((تحرير الأسرى الفلسطينيين))، ثم جاء أداء جنود المقاومة الذي سجلته كاميرات العالم ليكشف وجها إنسانيا في تعاملهم مع النساء والأطفال الإسرائيليين.وتمكن ((أبو خالد)) وأداء رجاله من تقديم المقاومة كحركة تحرر وطني تلتزم بأخلاقيات الحرب التي لا تلتزم بها ((إسرائيل))، وهذا سيلعب دورا ولا شك في زيادة التضامن مع القضية الفلسطينية عالميا.لقد أصبحت المقاومة تجيد صياغة خطاب يؤثر على جماهير متنوعة، فـ((الضيف)) يرسل بثقة ووضوح الرسائل للشعب الفلسطيني، وللعرب والمسلمين، وللعالم كله، ويعرف أهمية الكلمات في إدارة الصراع .

  • فن المباغتة:-

توضح العملية أن المقاومة أطلقت ثورة عقول تخطط وتجيد المباغتة. فقد كانت مفاجأتها قاسية للعدو، الذي يتفاخر بقوة مخابراته وقوة قبته الحديدية، فلم يصمد هذا أو ذاك أمام الطوفان، وبذلك فإن المقاومة لم تنجح فقط في تطوير القوة الصلبة، بل أجادت فن استخدامها بذكاء، وقد أثبتت أنها تجاوزت مرحلة ردود الفعل العفوية غير المحسوبة إلى التخطيط الإستراتيجي.

  • مهارات الحرب النفسية:-

وهنا نحن أمام مهمتين إحداهما عكس الأخرى، فقد كان على المقاومة أن تفعل شيئا لتحرير النفوس المسكونة بالهزيمة في المنطقة، وتوقظ قلوب الشعوب المسلمة إلى أن بإمكانهم أن يحققوا انتصارا مهْما بلغتْ قوة العدو، وهذه المعركة الأخيرة ستلعب دورها في شحذ تلك الهمم التي كسرتها أدوات الحرب النفسية الإسرائيلية والغربية لعقود طويلة.على الناحية الأخرى، فقيمة المعركة ونتائجها تتعدى حساب خسائر العدو عدديا، فالضربة نفسية بالدرجة الأولى، وأهم خسائر الصهاينة فيها هو أن ينكسر يقينهم في أنهم سيعيشون طويلا في أرض اغتصبوها، أو أن تفوقهم العسكري سينفعهم ويحميهم من أصحاب الأرض الذين يكافحون لتحريرها، لذلك كان مشهد فرار المستوطنين الذليل هو أكبر خسارة تتعرض لها دولة الاحتلال.

  •    3      –

    أنعكاسات طوفان الاقصى على فشل مساعي التطبيع الصهيوني – الخليجي

وجه الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس ضد ((إسرائيل)) انطلاقا من قطاع غزة ضربة للزخم الذي اكتسبه في الأشهر الماضية المسعى الأمريكي لإبرام اتفاق تطبيع بين الدولة العبرية والسعودية، وأعاد تركيز الأنظار على القضية الفلسطينية. ويدفع الرئيس الأمريكي ((جو بايدن)) في اتجاه الاتفاق بين الرياض والدولة العبرية لما سيشكله من مكسب دبلوماسي يعزز حملته للانتخابات الرئاسية في 2024. عرقلة التطبيع المحتمل للعلاقات بين ((إسرائيل)) والسعودية ربما يكون من دوافع الهجوم الذي شنته حماس على ((إسرائيل))، هذا ما صرح به ((أنتوني بلينكن)) وزير الخارجية الأمريكي ، في إشارة واضحة للضربة التي وجهتها عملية ((طوفان الأقصى)) لمساعي التطبيع بين الرياض والدولة العبرية.وأضاف بلينكن في مقابلة مع شبكة ((سي إن إن)) ((أن الولايات المتحدة لديها علم بتقارير عن مقتل عدة أمريكيين في إسرائيل وتعمل على التحقق منها)). وتلقى اتفاقات التطبيع معارضة شديدة من الفصائل الفلسطينية مثل حماس، إضافة إلى كامل ((محور المقاومة)) الذي يضم إيران وحلفاءها في المنطقة. وتنظر طهران، العدو الإقليمي اللدود ((لإسرائيل))، إلى اتفاقات التطبيع هذه على أنها ((طعنة في ظهر الفلسطينيين)). وبعد التصعيد الاسرائيلي ، ذكرت وزارة الخارجية السعودية بـ((تحذيراتها المتكررة من مخاطر انفجار الأوضاع نتيجة استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته)).ويقدر الباحث السعودي ((عزيز الغشيان)) أن موقف الرياض يهدف إلى دحض الشكوك بأن المملكة ستولي التطبيع أولوية على حساب دعم حقوق الفلسطينيين.وأوضح ((هذا الوضع دفع السعودية للعودة إلى دورها التقليدي ،ووضع نتانياهو عقبة أخرى أمام المباحثات لأنه قال إن هذه حرب الآن. لا أتوقع أن يحصل التطبيع على خلفية حرب)).ومن جهته، رأى مسؤول أمريكي أنه لا يزال ((من السابق لأوانه الحكم على مدى تأثير الأحداث على مباحثات التطبيع)). وتواصل وزير الخارجية الأمريكي ((أنتوني بلينكن)) مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان.وأكدت الخارجية السعودية أن الأخير شدد على ((رفض استهداف المدنيين العزل بأي شكل وضرورة احترام القانون الدولي الإنساني من جميع الأطراف)).واعتبر ((يوست هلتيرمان))مدير الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية أن أحد دوافع حماس لشن العملية العسكرية ضد ((اسرائيل)) قد يكون الخشية من ((تهميش إضافي مقبل للقضية الفلسطينية في نظر الفلسطينيين)) في حال طبعت السعودية مع ((إسرائيل)).وأشار إلى أنه في حال مضت ((إسرائيل)) في التصعيد ردا على العملية، ستكون الدول العربية ملزمة اتخاذ مواقف أكثر تصلبا تماهيا مع الرأي العام.وقال ((إذا حصل كل ذلك، أتوقع سيناريو مشابها للسلام البارد بين إسرائيل والأردن وإسرائيل ومصر: أن نشهد فتورا في العلاقة بين الإمارات وإسرائيل، وربما إرجاء على أقل تقدير، لأي صفقة بين إسرائيل والسعودية)).ولفت الباحث في مجلس العلاقات الخارجية ((ستيفن كوك)) إلى أن استطلاعات للرأي في المملكة تؤشر إلى أن 2%من السعوديين يؤيدون التطبيع. وكان نتانياهو الذي يقود أكثر الحكومات يمينية في تاريخ ((إسرائيل))، قد طوى صفحة السلام مع الفلسطينيين، وقدم التطبيع مع دول الخليج على أنه المستقبل، خصوصا في ظل ما يجمعها ب((إسرائيل)) من توجس مشترك حيال إيران.وعلى الرغم من أن ايران والسعودية اتفقتا في نيسان/أبريل2023 على استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد سبعة أعوام من القطيعة، وجهت طهران انتقادا لاذعا للحديث عن تطبيع محتمل بين الرياض وتل أبيب، كما سبق لها ان انتقدت كل اتفاقات التطبيع السابقة.واعتبر الرئيس الإيراني ((إبراهيم رئيسي)) ((أن المقاربة الواجب اعتمادها حيال إسرائيل هي المقاومة عوضا عن “التطبيع والاستسلام)).وفي بيان تهنئة لحماس، اعتبر حزب الله اللبناني أن عملية طوفان الاقصى ((رسالة إلى العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بأسره وخاصة أولئك الساعين إلى التطبيع مع هذا العدو أن قضية فلسطين قضية حية لا تموت حتى النصر والتحرير)).واعتبر السناتور الامريكي الجمهوري ((ليندسي غراهام))((أن هجوم حماس المدعومة بدورها من طهران، يبدو مصمما لوقف مساعي السلام بين السعودية وإسرائيل)).وأضاف ((اتفاق سلام بين هذين البلدين سيكون كابوسا بالنسبة لإيران وحماس)).

المصادر والمراجع

1. عملية طوفان الاقصى، الموسوعة الحرة(ويكيبديا).

2. لماذا سميت العملية الفلسطينية ب((طوفان الاقصى))؟صحيفة الوطن المصرية، 8أكتوبر2023، ورد على الموقع التالي:-

https://www.elwatannews.com/news/details/6852913

3. د.سليمان صالح، الطريق الى طوفان الاقصى :قراءة في أسباب النصر، موقع الجزيرة.نت، 9/10/2023، ورد على الموقع التالي:-

https://www.aljazeera.net/opinions/2023/10/9

4. هل وجهت عملية طوفان الاقصى ضربة لمساعي التطبيع بين اسرائيل والسعودية؟، موقع فرانس24، 8/10/2023، ورد على الموقع التالي:-

https://www.france24.com/ar

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى