الأمنالإرهابالاستخباراتالحركات المسلحةتقدير المواقفصنع السلام

سفاري البرهان الافريقي:الأهداف والنتائج

مقدمة

مجموعة من الأهداف والمبررات تجعل السودان يفكر في التوجه نحو الغرب الافريقي والتي شملت دول (مالي/ غينيا بيساو/ سيراليون/ السنغال ومورتانيا) ففي اي السياقات الجيوسياسية يفهم التحرك السوداني؟ وماهي الأبعاد و المرامي غير بعيدة الصلة بدورة حياة الحرب في السودان؟ والي اي مدى يمكن اعتبارها معنية بالسباق الدولي نحو أفريقيا وسطها وغربها والفاعليين الجدد من بعد افول فرنسا التي غربت شمسها قبيل الأطلسي. 

لا يمكن للسودان ان يعزل نفسه من معادلة القوة في السباق نحو أفريقيا وخاصة في غربها الممتد عبر الساحل والصحراء والذي يقع ضمن نطاق هلال الازمات مدفوعا بأكثر من سبب ليس لانه يخوض حرب تتعدد اطرافها وتتمدد مساحتها ومصادر تهديها فحسب ولكن لان منهج إدارة المعركة يقتضي هذا التحرك من توقيت دورة حياة الازمة والحرب وذلك عبر تفعيل أداة الدبلوماسية الرئاسية لاحداث التحول المطلوب في جدلية الحرب والسلام فالسفاري الافريقي الذي يبتدره الفريق أول البرهان يجمع بين الضدين ويستهدف البعد العسكري والدبلوماسي من حيث محتوى الزيارات  والمأمول من مخرجاتها ونتائجها.

ماذا يريد السودان.؟

حتى يتثني الإجابة على السؤال أعلاه لابد من العبور عبر بوابة ومدخل مخاطبة السودان لمصالح وهواجس هذه الدول: 

  • السودان يريد تعاونا امنيا وعسكريا يجعل الاستقرار ممكنا في في المنطقة مسنودا بشعار الاتحاد الافريقي (اسكات صوت البنادق وإيجاد حلول أفريقية لمشاكل القارة) ومعتمدا على قرارات مجلس الاتحاد الافريقي ومبدأ عدم تغيير الحدود التي تركها المستعمر فضلا على قاعدة القانون الدولي الحاكم للعلاقة بين الدول باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشئوون الداخلية مع أعمال الوسائل السلمية لفض النزاعات عوضا عن استخدام القوة.

اهم أهداف السفاري الافريقي.

 ليس ما يكتب من باب العلاقات الكلية والصياغة الدبلوماسية فتنوير القادة الأفارقة بما يحدث في السودان هو لازم مستصحب ومفهوم ولكن اظن ان ما وصلت اليه مرحلة إدارة الحرب في السودان هو الانتقال من التنوير الي الشراكة الاستراتيجية والتنسيق الأمني والعسكري ليس لاحتواء ومحاصرة بقايا المرتزقة الهاربة من زحف الجيش السوداني نحوها بقوة فحسب ولكن وضع لبنة مهمة في تحقيق الأمن الجماعي لدول الإقليم على نمط الجماعة الأمنية في منطقة البحيرات والسيسا فدورة حياة الحرب في السودان في المرحلة القادمة سيتراجع أثر المليشيا والمرتزقة داخل السودان وسوف يزداد وتتضخ اضرارها الكارثية على محيط دول غرب أفريقيا وذلك من واقع ان المرتزقة امتلكوا المال والسلاح ولهم كثافة عددية يمكن أن يحدثوا بها فوضى في دول المنشأ التي اتوا منها الي السودان.

سياسات التحرر السياسي من فرنسا تتطلب اتخاذ تدابير ذات طبيعة سياسية من حيث التحالفات والحمايات وأخرى عسكرية تشمل التسليح والتصنيع الحربي حتى يتسنى لها المضي قدما في استراتيجية تحرير القرار السياسي وللسودان سهم وافر في ذلك ما يمكن أن يقدمه لدول القارة ليس استنادا على نتيجة الانتصار في معركة الكرامة التي يخوض السودان معاركها الختامية الحاسمة ولكن للسودان تجارب ناجحة وعملية في ذلك.

المحتوى الاقتصادي يظل حاضرا في الزيارة وتجربة السودان في المشاريع الكبري للاستفادة من ثرواته المجمدة خاصة في مجال النفط وتعدين الذهب تمثل نقاط قوة وافضلية يمكن أن تبني عليها كثير من الأفكار والبرامج خاصة وأن قمم الرؤساء اعتمدت المجالس الوزارية كالية لانفاذ الاتفاقات وتطوير التفاهمات.

البعد الدولي للزيارة

الزيارة تدعم سياسة الاندماج والانفتاح الدولي للسياسة الخارجية السودانية ولكن لا يمكن أقفال ان انعتاق دول غرب أفريقيا من النفوذ الفرنسي يتطلب استكمال الاستقلالية بإعادة النظر في التحالفات الدولية والراجح انها سوف تتوجه شرقا نحو روسيا والصين وربما تركيا وايران وهذا يعني اقتصاديا كتلة البريكس وسياسيا مؤشر على دعم رؤية عالم متعدد الاقطاب وليس احادي القطبية في هيكلة النظام الدولي المرتقب.

موضوعات السباق والصراع

  • تسلح          – تموضع            – ثروات _ ماس ذهب يورانيوم
  • موانىء وقواعد عسكرية      – ممرات مائية نفوذ         –      استثمارات

محتوياته:

  • محتوى عسكري أمني               – محتوى اقتصادي          – محتوى سياسي

ادواته

  • القوة الخشنة (النموذج الأمريكي).
  • القوة الناعمة (النموذج الصيني طريق الحرير).

شعارته

  • محاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة
  • القضاء على الجريمة المنظمة العابرة للحدود. 
  • حقوق الإنسان
  • مكافحة الهجرة غير الشرعية

وهنا نبرز قضية التوازن الاستراتيجي في أفريقيا ليس بغية مناقشتها وسبر اغوارها الان وربما نفعل ذلك في موقع اخر داخل المنصة ولكن نرمي بذلك الي توسيع دائرة النظر لما يحدث من تحولات في القارة والتي تمثل غرب أفريقيا اقليما مهما لا يمكن للتوازن ان يحدث دونه فهو مكمل ومؤثر حاكم للاتجاهات الاستراتيجية الأخرى في القارة الأفريقية. كما أن المعرفة والاحاطة بابعاد ومرامي التوازن الاستراتيجي في أفريقيا يساعد في فهم ميكانيزم وطرائق عمل الكتل الدولية المتصارعة والمتسابقة في الميدان الافريقي.

الخلاصة

اذا ما اعتمدنا على مؤشر  نتائج انتصار الجيش السوداني في الحرب وما أحدثه من تحويل كبير لاحباط المؤامرة الدولية التي استهدفت كيان الدولة السودانية وكذلك النتائج العكسية الارتدادية على دول المنطقة التي تامرت او تواطاة مع المرتزقة وداعميهم الاقليميين والدولية وما تقدم يقرأ مقرونا بارتقاء مستوى الفهم الإدراك لدول غرب أفريقيا لتعدد وتنوع مهددات الأمن الاقليمي لدول المنطقة والتقدير الصحيح لفاتورة وتكلفة الانعتاق والاستقلالية من كنف الفرانكفونية من حيث التحسب وطرائق العمل لاستشراف مستقبل واعد للقارة اذا ما اعتمدنا علي كل ذلك كمؤشرات و محددات واجبة النفاذ يمكننا بعدها الحديث عن بداية علاقة استراتيجية تثمر استقرارا لدول المنطقة وبداية تكوين جماعة أمنية واقتصادية وتحالف سياسي يدعم توجهات الدول القادمة فضلا على رفع مستوى التنسيق والتعاون في قضايا الاتحاد الافريقي وكذا المحافل الدولية الأخرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى