الأمنالحركات المسلحةتقدير المواقفصنع السلام

خلافات داخلية تضرب بجبهة تحرير تيغراي…من المستفيد ؟

عقدت  الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، يوم الثلاثاء الماضي مؤتمرها العام في خطة تتحدي فيها الحكومة المركزية الاثيوبية والمجلس الوطني للأنتخابات، وهي المؤسسة الوطنية التي أصبحت أداة بيد الحكومة حزب الإزدهار بقيادة أبي أحمد لضرب الأحزاب السياسة  المعارضة في البلاد في الوقت الحالي.

وبحسب مصادر إعلامية من بينها تلفزيون تيغراي الإقليمي لم يحضر المؤتمر أي عضو من اللجنة المركزية للجبهة، بمن فيهم رئيس الإدارة المؤقتة لمنطقة تيغراي ونائب رئيس الجبهة الشعبية  لتحرير تيغراي، قيتاجو ردا والذي أصدر بيانا أكد فيه مقاطعته للمؤتمر الذي سيعقده الحزب دون أي يبدي أي أسباب مقنعة.

وأصدر قيتاجو ردا بصفته نائب رئيس الحزب بياناً يؤكد فيه عن عدم تحمله لأي تبعيات قد تحدث خلال المؤتمر، وكانت ردود أفعال الشباب والمواطينن في تيغراي غاضبة تجاه هذا البيان، وإتهام قيتاشو بخيانة الشعب التغراوي.

إنسلاخ نائب رئيس الحزب ومجموعته

وبحسب التحركات الداخلية، كان من المقرر في البداية أن يبدأ المؤتمر، الذي كان مقررا له أن يعقد في قاعة مجلس النصب التذكاري للشهداء في وسط  العاصمة مقلي، ويحضره الآلاف من أعضاء الحزب  في الصباح، لكنه تأجل إلى فترة ما بعد الظهر لأسباب لا تزال غير واضحة.

وانتقد قيتاجو ردا، الذي كان قد أعلن في وقت سابق عن قراره مقاطعة المؤتمر في بيان مكتوب أصدره أمس الثلاثاء، وأدان  مرة أخرى بعض قادة الجبهة ووصفه بأنه تم تنظيمه على عجل دون التوصل إلى توافق في الآراء، مدعيا أنه تم تصميمه “للإطاحة ببعض القادة” الذين ينظر إليهم على أنهم معارضة من قبل الشبكة الداخلية للحزب.

وزعم أن اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي وافقت في البداية على مواصلة المناقشات السياسية مع الحكومة الفيدرالية لحل الوضع القانوني للحزب، لكن الفصيل الذي يقوده الرئيس دبرصيون قبري ميكائيل  قدم وثائق إلى المجلس الوطني للانتخابات في إثيوبيا دون إجماع.

عقدت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي مؤتمرها العام المثير للجدل في مدينة مقلي بإقليم تيغراي  يوم  الثلاثاء الماضي، في مواجهة ومقاطعة شخصيات رئيسية في الحزب ، بما في ذلك نائب الرئيس قيتاجو ردا  وأعضاء آخرين في اللجنة المركزية.

إعلام الأقليم يدخل في الصراع

 وفي رسالة إلى تلفزيون تيغراي، وراديو تيغراي إف إم، وديميتس ووياني، حثت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي هذه المنصات على التوقف عن نشر معلومات مضللة حول المؤتمر، واتهمتها بالتحلي بالسياسات التحرير المستقلة .

واذا إنعقد الاجتماع دون اتخاذ القرار، فلن يعترف المجلس بقرارات الاجتماع ،ومن جانبها   قالت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي إن المشاركين في المؤتمر وصلوا إلى مدينة مقلي عاصمة إقليم يتغراي منذ  الأثنين الماضي.

ومن جانبه قال رئيس جبهة تحرير تيغراي دبرصيون قبرميكائيل ، في بيان أمس إن جبهة تحرير تيغراي لن تقبل إعادة التسجيل الذي قدمه مجلس الانتخابات الوطني وستدفع الاستعدادات للجمعية العامة.

وفي الوقت نفسه، انسحب 14 عضوًا من اللجنة المركزية، بما في ذلك نائب رئيس الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي ورئيس الإدارة المؤقتة قياجو ردا ورئيس مكتب الاتصالات الإدارية المؤقتة رداي حلفوم، من الاجتماع .   

الدور الحكومي في خلافات جبهة تحرير يتغراي

من الواضح أن النظام الإثيوبي بقيادة ابي أحمد ، يستفيد من الإنقسامات التي تحدث بين مختلف الكيانات السياسية التغراوية، والتي بحسب خبراء أن التحركات هي ولاء البعض للحكومة بسبب المكاسب الشخصية والمناصب التي تغري بها الحكومة بعض السياسيين .

ومن جانب أخر تحاول الحكومة عن أستعادة الوضع القانوني للجبهة كحزب قديم له  مرجعيته ،حتي تتم المطالبة من قبل الحزب بإستعادة أملأكه التي صادرتها الحكومة خلال فترة الحرب ، والتي تتمثل في مبالغ مالية وأصول .

ومن جانب  أخر يري اخرون أن تحركات الحكومة بعدم الأعتراف بقانونية الجبهة يعني أن أتفاقية بريتوريا لأغية ، لأن من وقعها هي الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي ، وليست كيان أخر في تيغراي .

وتتهم بعض الاطراف حكومة أبي احمد، بالتعامل بأسلوب “فرق تسد ” بين مختلف المكونات التي دخلت معه في الصراع خلال فترة حكمه منذ العام 2018 ، وكانت قد بدأت بجبهة تحرير أورومو ومؤتمر أورومو الفيدرالي والذي عمل  أبي أحمد لأقصائهما من الإنتخابات الماضية .

وتسعي حكومة ابي احمد، الى لأستفادة من الخلافات الداخلية للتيغراي ،وخاصة أن المجموعات الموالية لها ظلت تعمل خلال فترة محددة لخلق بلبلة سياسة داخل الإقليم .وعلي الرغم من أن الحكومة بدأت تصريحاتها المباشرة بالهجوم علي الجبهة ولكن هذا قد يكون له تبعيات كبيرة علي الحكومة داخليا وخارجياً ، ويعتبر أكبر مهدد لنسف إتفاقية بريتوريا للسلام مما قد يشكل عليها عبئا كبيرا مستقبلا، ويؤدي بدوره  لتدخلات خارجية من قبل المجتمع الدولي الذي كان راعيا لإتفاق بريتوريا .

 ماذا بعد الخلاف

تطور الخلاف بين الحكومة وجبهة تحرير تيغراي ، والإنقسامات التي أدت لأنسحاب عدد من القيادات التغرواية، قد يكون له مابعده وخاصة التحركات التي تقوم بها مجموعات سياسية عدة من التيغراي والأمهرا والأورومو وبقية المكونات الإثيوبية من أجل تشكيل جبهة عريضة لمعارضة نظام أبي أحمد، وأن إعلان جبهة تحرير تيغراي خلافا مباشرة مع الحكومة سيكون نقطة تحول وإعلان إئتلافات واسع يتشكل من التيغراي والأمهرا طبقاً لما حدث في فترة حكومة العقيد منقستو هيلي ماريام ، وعملت هذه المجموعات على إسقاطه في العام 1985.

المصادر :-

“1” بيان لنائب رئيس الإدارة المؤقتة لإقليم تيغراي ونائب رئيس الحزب قيتاجو ردا يتاريخ 11 أغسطس 2024.

“2” بيان لمكتب الأتصال الحكومي حول موقف  الجبهة وإصراراها لعقد مؤتمرها العام بتاريخ 10 أغسطس  2024

“3”  بيان لمجلس الإنتخابات الوطني الإثيوبي بتاريخ 10 أغسطس 2024 حول الموقف القانوني للحزب .

“4” مؤتمر صحفي لقيتاجو ردا علي تلفزيون تيغراي حول ملابسات الخلاف بتاريخ 11 أغسطس 2024 .

“5” خطاب موجه لوسائل إعلام الإقليم  من قبل الجبهة الشعبية ،معنونة لقنوات دمسي وياني وتلفزيون تيغراي ،وأذاعة الإقليم اف أم  .

“6” بيان من مجلس الإنتخابات الوطني حول موقع الحزب من عقد أجتماعه بتاريخ 9 أغسطس 2024 .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى